هبوط بتكوين يثير قلق المستثمرين منذرًا بتقلباتٍ في الأسواق العالمية
قيمة العملة المشفرة فقدت 4% من قيمتها خلال يومين بعد هبوطها 16% في أبريل
يثير هبوط بتكوين اهتمام المستثمرين الذين يعتبرون التقلبات الكبيرة في سعر الرمز الرقمي مؤشراً محتملاً على تغيرات أوسع في الإقبال على المخاطرة في الأسواق العالمية.
فقدت العملة المشفرة حوالي 4% من قيمتها خلال اليومين الماضيين بعد انخفاضها بنسبة 16% تقريباً في أبريل، وهو أسوأ هبوط شهري منذ انهيار إمبراطورية الأصول الرقمية "إف تي إكس" (FTX) التابعة لسام بانكمان فريد في نوفمبر 2022.
تداول المستثمرون العملة المشفرة بسعر 57359 دولاراً في الساعة 11:17 من صباح اليوم الخميس في سنغافورة، وهو أدنى مستوى لها منذ شهرين تقريباً.
يدقق بعض المستثمرين في حركة سعر بتكوين المتقلب بحثاً عن مؤشرات حول تغير ديناميكيات السيولة التي قد تؤثر على أصول أخرى.
تراجع سعر العملة المشفرة في الأسابيع القليلة الماضية مع إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول، مما أدى إلى تشديد الظروف المالية من خلال رفع عوائد سندات الخزانة وقيمة الدولار.
كتب تشارلي موريس، رئيس شؤون الاستثمار بشركة "بايت تري أسيت مانجمنت" (ByteTree Asset Management)، في مذكرة، "عملة بتكوين هي عصفور الكناري الذي نفضله.. إذ إنها تُحذرنا من أي مشاكل مقبلة في الأسواق المالية، لكننا نستطيع أن نثق من أنها ستعاود الارتفاع مجدداً في مرحلة ما". وأضاف أن "قوة الدولار الأميركي في الآونة الأخيرة ربما تشير إلى أزمة مقبلة في الأسواق".
تراجع الطلب على الصناديق المتداولة
سجلت أسعار أكبر الأصول الرقمية مستوى قياسياً بلغ حوالي 74 ألف دولار في منتصف مارس، مدعومة بتدفق مالي كبير إلى صناديق بتكوين المتداولة في البورصة الأميركية التي طرحتها شركات مثل "بلاك روك" و"فيديليتي إنفستمنتس".
تراجع الطلب بعد ذلك على الاستثمار في تلك الصناديق، وفشل إطلاق صناديق بتكوين و"إيثر" المتداولة هذا الأسبوع في بورصة هونغ كونغ في دفع الأسواق بشكل إيجابي. كما هبطت قيم وحدات بعض المحافظ الأميركية عن صافي قيمة أصولها إلى مستويات قياسية، مما يؤكد التحديات التي قد تنجم عن تقلبات سعر بتكوين.
سجلت قيمة بتكوين انخفاضاً في شهر أبريل من كل عام على مدى العقد الماضي، وفي ثلاث مرات كان انخفاضها إنذاراً بتكيد خسائر في شهر مايو بنسبة 18% في المتوسط، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ".
ومع ذلك، إذا تراجعت ضغوط التضخم وانتعشت الرهانات في الأسواق على تيسير الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية بشكل كبير، فيمكن أن تنتعش العملات المشفرة والاستثمارات الأخرى التي تتسم بالمضاربة.
حافظ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على آمال خفض أسعار الفائدة هذا العام بعد اختتام البنك المركزي لاجتماعه الأخير يوم الأربعاء. لكنه أقر أيضاً بأن موجة التضخم أضعفت الثقة في تراجع ضغوط الأسعار.
قال يووي يانغ، كبير الاقتصاديين ونائب رئيس شركة تعدين العملات المشفرة "بي آي تي ماينينغ" (BIT Mining)، إن "الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة ستشهد تفاؤلاً أقل وتوجهاً أكبر نحو المخاطرة، مع مراقبة وثيقة من السوق للبيانات الاقتصادية وبيانات التضخم والتوظيف تحسباً لأي صدمات غير متوقعة أو لاكتساب الثقة بشأن احتمالات تخفيض أسعار الفائدة".
المصدر | بلومبرغ