عزوف المستثمرين عن المخاطرة يتسبب بتراجع الأسهم الآسيوية
انخفاض مؤشرات أسهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وهونغ كونغ، الأنظار تتجه للصين ترقباً لنشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة
تراجعت الأسهم والسندات في آسيا، اليوم الثلاثاء، مكررةً التحركات في أوروبا، في علامة على تراجع الرغبة في المخاطرة التي دعمت الدولار.
انخفضت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وهونغ كونغ، في حين انخفضت أيضاً العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وتراجعت عقود الأسهم الأوروبية، لتواصل انخفاضها في الجلسة السابقة، بعد أن تراجع مسؤولو البنك المركزي الأوروبي عن رهانات خفض أسعار الفائدة.
انخفضت سندات الخزانة في أول يوم تداول منذ يوم الجمعة. وارتفعت عائدات السندات لأجل 10 سنوات بنحو ست نقاط أساس، في حين صعدت عائدات السندات لأجل عامين، الحساسة تجاه السياسة النقدية، بنفس المقدار. كما انضمت السندات السيادية الأسترالية والنيوزيلندية إلى موجة البيع.
ساعد ارتفاع العائدات الأميركية على دعم الدولار، والذي تعزز صعوده للجلسة الثالثة مقابل العملات الرئيسية. وانخفض الوون الكوري الجنوبي إلى مستوى لم يشهده منذ شهر مقابل الدولار.
على صعيد آخر، واصلت أسعار النفط تراجعها يوم الإثنين، حتى مع استمرار التوترات في البحر الأحمر. أصاب المسلحون الحوثيون سفينة تجارية مملوكة للولايات المتحدة بصاروخ باليستي أمس، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تواجه أحد أهم طرق التجارة في العالم. تم تداول خام غرب تكساس الوسيط فوق 72 دولاراً للبرميل بقليل، في حين بلغ سعر خام برنت حوالي 78 دولاراً.
توقعات الفائدة
قال ثاقب إقبال، المحلل في "تريدينغ دوت بيز" (Trading.Biz)، في مذكرة: "على الرغم من الصراع الذي أدى إلى تعليق بعض طرق البحر الأحمر، فإن إمدادات النفط العالمية لم تتأثر بشكل كبير". وأضاف: "يتحول التركيز إلى إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية من الولايات المتحدة والصين، مما يوفر رؤى قيمة حول الطلب المحتمل".
في ألمانيا، انخفضت السندات، أمس الإثنين، في تراجع يسلط الضوء على الهوة بين توقعات السوق لتخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي والتوقعات الأقل تفاؤلا بين الاقتصاديين. وتُسعّر السوق حوالي ستة تخفيضات، في حين يرى الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أربعة تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس كسيناريو أكثر واقعية.
أشار عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، روبرت هولزمان، في تصريحاته، يوم الإثنين، إلى أن التخفيضات هذا العام ليست مضمونة نظراً لاستمرار التضخم والمخاطر الجيوسياسية. تعكس هذه المشاعر التعليقات السابقة لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في التحذير من أنه من السابق لأوانه الحديث عن خفض تكاليف الاقتراض.
الصين تحت المجهر
في الوقت نفسه، ظلت الصين في بؤرة الاهتمام بقوة. من المقرر أن تنشر البلاد بيانات تظهر تحسناً في الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، يوم الأربعاء، مدعومة بقاعدة مقارنة منخفضة عندما أعاقت القيود الوبائية النشاط الاقتصادي. يتحول بعض المستثمرين أيضاً إلى الاتجاه الصعودي في سوق الأسهم المتعثرة في البلاد.
أسهم شركة "بل أسيت مانجمنت" (Bell Asset Management Ltd)، والتي كان اتجاهها هابط منذ فترة طويلة، أصبحت محط أنظار السوق في الوقت الحالي، لأنها "رخيصة جدا"، بينما تتطلع شركة "أبردن" (Abrdn Plc) إلى الاستثمار بها من خلال الخيارات.
قال لويس لو، رئيس حلول الاستثمار متعدد الأصول للصين الكبرى في شركة "أبردن": "كنا محايدين خلال الأرباع الثلاثة الماضية، لكننا بدأنا الآن نركز على القيمة". وأضاف: "نحن نفكر في شراء بعض الخيارات التي تراهن على الارتفاع"، في حال ارتفعت سوق الأسهم وتأثرت بالأداء النسبي لصناديق الأسواق الناشئة.
بالنسبة للسلع الأساسية الأخرى، انخفض الذهب بعد ارتفاع، يوم الاثنين، واستقرت عملة بتكوين عند حوالي 42500 دولار. وانخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي إلى أدنى مستوى منذ أغسطس، مما يؤكد نجاح المنطقة في تعزيز الإمدادات منذ أزمة الطاقة في عام 2022.
وفي أخبار الشركات، تخطط شركة "أبل" لإزالة ميزة قياس الأكسجين في الدم من أحدث ساعاتها الذكية للالتفاف على الحظر الأميركي على الأجهزة إذا فشل الاستئناف على القرار.