سوق العقارات الفاخرة في دبي ينتعش بقوة ويتجاوز لندن ونيويورك

ارتفعت مبيعات المنازل التي تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار وأعلى 19% في دبي خلال الربع الأول من السنة الجارية، مع استمرار تدفق الأثرياء حول العالم إلى مركز الأعمال والسياحة بمنطقة الشرق الأوسط، على الرغم من التوتر الجيوسياسي المحتدم عبر كافة أنحاء المنطقة.

بلغ إجمالي ما بيع 105 منازل فاخرة قيمتها 1.73 مليار دولار خلال أول ثلاثة أشهر من العام الحالي، بحسب شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" (Knight Frank). استحوذت مبيعات نخلة جميرا وهي جزيرة اصطناعية شهيرة على شكل شجرة نخيل قبالة سواحل دبي، على 36.3% من النشاط خلال هذه الفترة ربع السنوية.

أوضح فيصل دوراني، شريك في "نايت فرانك" عبر بيان أن "مستوى نشاط الصفقات في دبي يواصل الارتفاع، بصفة خاصة بالنطاق العلوي لأسعار السوق، إذ يستمر التدفق شبه الدائم للأفراد الدوليين من أصحاب الثروات الكبيرة ليتنافسوا على أغلى منازل المدينة".

تسهيلات حكومية

في أعقاب وباء كورونا، شهدت دبي نزوحاً جماعياً للوافدين، ومنافسة متنامية من مراكز الأعمال المجاورة، ورداً على ذلك، سهلت الحكومة الإجراءات، ويسر المسؤولون سبل الحصول على تأشيرات الإقامة "الذهبية" الشهيرة بالبلاد.

عزز ذلك الطلب على العقارات في دبي، علاوة على تدفق مستثمرين على غرار الروس الذين يسعون إلى حماية أصولهم، وأصحاب الملايين من العملات المشفرة والهنود الأثرياء الذين أقاموا في البلاد.

تمثل هذه البيانات أحدث علامة على أن جاذبية دبي لم تتأثر رغم تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، منذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

خلال السنة المنصرمة، حققت دبي 431 عملية بيع لمنازل بقيمة 10 ملايين دولار على الأقل، في أكبر رقم لأي مدينة على مستوى العالم، بحسب بيانات "نايت فرانك". جاءت لندن -بمبيعات 240 وحدة- بالمرتبة الثانية، بينما باعت نيويورك وهونغ كونغ 211 و163 من تلك المنازل على الترتيب.

تكلفة ميسورة

وجد أصحاب الملايين الذين يتدفقون على الإمارة من دون شك عقارات المدينة ميسورة التكلفة نوعاً ما بالمقارنة مع المناطق الدولية الأخرى. في دبي، يسمح مليون دولار للعميل بشراء منزل حجمه 980 قدماً مربعاً من المساحات السكنية الممتازة. وجدت "نايت فرانك" أن هذا المبلغ بمدينة نيويورك يوفر بالمتوسط 366 قدماً مربعاً فقط.

ذكر دوراني: "ما زالت سوق المنازل الفاخرة في دبي أحد أكثر الأسواق ذات الأسعار الميسورة حول العالم". أضاف أن هذا يأتي رغم حقيقة أن معدلات النمو الأخيرة "تجعلها واحدة من أسرع أسواق العقارات السكنية نمواً عالمياً، إن لم تكن أسرعها على الإطلاق".

استحوذت جزيرة خليج جميرا -قطعة أرض على شكل فرس البحر ترتبط بالبر الرئيسي في دبي عبر جسر- على 11.1% من مبيعات منازل قيمتها 10 ملايين دولار أو تزيد خلال الربع الأول من السنة الحالية. بلغت حصة منطقة "دبي هيلز إستيت" (Dubai Hills Estate) على 7% من هذه المبيعات، وهي مجتمع مخطط له يضم مساراً للدراجات طوله 33 ميلاً وملعباً للغولف مكوناً من 18 حفرة.

"دبي هيلز" تتقدم

قال ويل ماكينتوش، رئيس قسم الإسكان الممتاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "نايت فرانك" عبر البيان: "بدأ ترتيب دبي هيلز إستيت الصعود تدريجياً لبعض الوقت لتصبح من أكثر الأسواق المرغوبة في دبي بالنسبة للمشترين المحليين، لكن بالوقت الراهن يتزايد أيضاً نشاط مشتري المنازل الفاخرة بطريقة كبيرة".

بلغ مجموع الوحدات المبيعة بسعر 25 مليون دولار فما أعلى 12 منزلاً خلال الربع الأول من السنة الجارية، بحسب شركة الاستشارات العقارية. جرى بيع 56 منزلاً في دبي من تلك الفئة السنة الماضية.

المصدر | بلومبرغ